المشکلات الاجتماعیه للمرأه
الفقیره فی المجتمع السعودی
أ / الجازیه بنت محمد الشبیکی
مدخل
حققت حرکه التحدیث التنمیه الشامله والمتسارعه للبلاد فی العقود الثلاثه الماضیه نقله نوعیه من التقدم والتحضر فی المجالات الاجتماعیه والاقتصادیه والثقافیه والعمرانیه ترکت آثاراً إیجابیه واضحه وملموسه على البنى المجتمعیه والشخصیه فی جوانب متعدده ، إلا أنه ترتب علیها من جهه أخرى بروز العدید من الظواهر والمشکلات الاجتماعیه على فئات من المجتمع بدرجات متفاوته.ِ
من ضمن تلک الظواهر والمشکلات ما لوحظ فی السنوات الأخیره من وجود للفقر فی مجتمعنا لأسباب عدیده دولیه وقومیه ومحلیه وشخصیه وغیرها.ومن أکثر الفئات الاجتماعیه تضرراً من مشکله الفقر فئه النساء ، حیث یشکلن أغلب الحالات المتقدمه للجمعیات والمکاتب الخیریه والضمان الاجتماعی وغیرها من مراکز ومصادر المساعدات والإعانات الاجتماعیه.
وفقر النساء یعد إشکالیه ینضم تحتها أو یتفرع عنها منظومه من المشکلات الفرعیه التی تشکل أوجهاً متنوعه لها وتبادل معها التأثیر والتأثر ، فالمرأه بصفتها محور الحیاه الأسریه والأسره محور الحیاه الاجتماعیه فإن أی قضیه تمسها أو تؤثر على عطائها وأدوارها الاجتماعیه ستؤثر بالتالی على حیاتها الزوجیه والأسریه وتنشئه أبناءها، وسیتکلف المجتمع کثیراً فی الإنفاق على تبعات تلک الآثار فی وقت هو أحوج ما یکون أن ینفقها على مقومات تنمیه البلاد وتطویرها وتقدمها .
ولقد حظیت قضایا المرأه ومشکلاتها بشکل عام والمرأه الفقیره على وجه الخصوص باهتمام من جانب الحکومات ومنظمات المجتمع المدنی على المستوى العالمی وسلط على تلک القضایا والمشکلات الضوء لتبیان العوامل المتسببه فیها وإمکانیه طرح الحلول العملیه لتلافیها أو التقلیل من حدتها ، وفی مجتمعنا السعودی هناک عدید من الدراسات حول أوضاع المرأه وقضایا بشکل عام فی المجتمع الحدیث من حیث التعلیم والعمل والمشارکه الاجتماعیه والاقتصادیه وتأثیرات ذلک على حیاتها الزوجیه والأسریه وعلى تنمیه بلادها ، ولکن تقل إن لم تنعدم الدراسات والأبحاث عن المرأه الفقیره وما ینتج عن فقرها من مشکلات اجتماعیه على مختلف الأصعده ذات تأثیرات سلبیه على حیاه المجتمع المعیشیه والتنمویه .
لذلک سیسعى هذا البحث بعون الله إلى الاهتمام بقضیه المشکلات الاجتماعیه المترتبه على فقر المرأه فی مجتمعنا السعودی وما لها من آثار وتبعات على مستویات ومجالات تنمویه متعدده.
مشکله البحث :
تترکز مشکله البحث فی الوصول إلى أبعاد فقر المرأه فی مجتمعنا السعودی ومؤشراته والعوامل المسببه له والآثار الناجمه عنه اجتماعیاً ، مع محاوله طرح تصور عملی للتدخلات المطلوبه للحد من تلک الظاهره وبالتالی التقلیل من الآثار والتبعات المصاحبه لها .
أهمیه البحث :
للبحث أهمیه کبیره من الناحیه الدینیه والإنسانیه والتنمویه حیث یقف الفقر والمشکلات المصاحبه له عائقاً للمرأه عن تحقیق وظائفها الدینیه والأسریه والاجتماعیه والاقتصادیه ومهبطاً لها من النواحی النفسیه والصحیه والمعنویه ومقصیاً لها عن المشارکه فی الحیاه الاجتماعیه والتنمویه ومکلفاً لمجتمعها کثیراً من أوجه الإنفاق والبذل المهدر.
أهداف البحث :
1.
الوقوف على أبعاد فقر المرأه فی المجتمع السعودی ومؤشراته والعوامل المسببه له .
2.
رصد أهم المشکلات الاجتماعیه المرتبطه بفقر المرأه فی المجتمع السعودی.
3.
محاوله الوصول إلى نوعیه التدخلات الملائمه للتخفیف من فقر المرأه وبالتالی تقلیل المشکلات والآثار التابعه له.
منهجیه البحث :
سوف یتم بعون الله الاعتماد على المنهج الوصفی التحلیلی من خلال بحث مکتبی یستند إلى مصادر أدبیه ودراسات وتقاریر وإحصاءات متعدده عالمیاً وعربیاً ومحلیاً ، بالإضافه إلى الخلفیه المیدانیه للباحثه فی ملامستها لقضایا المرأه الفقیره خلال عملها التطوعی لسنوات عدیده فی جمعیه النهضه النسائیه الخیریه وبحثها فی رساله الماجستیر عن الجمعیات الخیریه ودراستها الحالیه فی برنامج الدکتوراه عن تحدید خط الفقر لفئات نظام الضمان الاجتماعی ، ومقابلاتها للعدید من الأسر الفقیره والنساء فیها على وجه الخصوص.
سوف یتم بعون الله الاعتماد على المنهج الوصفی التحلیلی من خلال بحث مکتبی یستند إلى مصادر أدبیه ودراسات وتقاریر وإحصاءات متعدده عالمیاً وعربیاً ومحلیاً ، بالإضافه إلى الخلفیه المیدانیه للباحثه فی ملامستها لقضایا المرأه الفقیره خلال عملها التطوعی لسنوات عدیده فی جمعیه النهضه النسائیه الخیریه وبحثها فی رساله الماجستیر عن الجمعیات الخیریه ودراستها الحالیه فی برنامج الدکتوراه عن تحدید خط الفقر لفئات نظام الضمان الاجتماعی ، ومقابلاتها للعدید من الأسر الفقیره والنساء فیها على وجه الخصوص.
أهم مفاهیم البحث : المشکله الاجتماعیه : (Social Problem ) : هی ظاهره اجتماعیه سلبیه غیر مرغوبه أو تمثل صعوبات ومعوقات تعرقل سیر الأمور فی المجتمع ، وهی نتاج ظروف مؤثره على عدد کبیر من الأفراد تجعلهم یعدون الناتج عنها غیر مرغوب فیه ویصعب علاجه بشکل فردی، إنما یتیسر علاجه من خلال الفعل الاجتماعی الجمعی (1).
وهناک من ینظر إلى المشکلات الاجتماعیه والظواهر الاجتماعیه Social Phenomen والقضایا الاجتماعیه Social issuesعلى أنها جمیعاً مترادفات لمعنى واحد، وهناک من یقول أنها تبدأ بظاهره تحدث فی المجتمع وتنتشر ثم تصبح مشاهده ولها عناصر إیجابیه وعناصر سلبیه ، ثم تتحول إلى قضیه إذا أصبحت سلبیاتها أکثر من إیجابیاتها ولکن السلبیات غیر ملموسه وتصبح مشکله إذا کانت السلبیات ملموسه وواضحه .
وهناک من یمیز بین المشکله الفعلیه المتمثله فی الظاهره المتفشیه التی أصبحت من الثقافه السائده والتی تعیق دوره العمل العامه أو تعرض عدداً کبیر من الأفراد للخطر، والمشکله الزائفه المتمثله فی بروز طفره عابره من السلوک المختلف أو غیر المتوقع والذی لا یتفق عاده مع ما هو سائد ومعروف أو متعارف علیه وغالباً ما تخبو جذوته دون أن تترک آثاراً تذکر فی بنیه القیم الفعاله فی الثقافه المجتمعیه (2) .
ویمکن القول بصفه عامه أن أی تعریف للمشکله الاجتماعیه یتضمن بُعدین أساسیین ، البعد الذاتی فی تعریف المشکله وهو یرکز على قیاس الضرر الاجتماعی الناتج عن وجود المشکله ، والبعد الموضوعی الذی یهتم بکیفیه وقوع هذا الضرر (3) .
وقد أثار بعض المهتمین بالمشکلات الاجتماعیه بعض التساؤلات التی یجب أن تؤخذ فی الحسبان عند دراسه المشکلات الاجتماعیه منها : هل المشکله الاجتماعیه هی التی یشعر بها الأفراد العادیون أم هی التی یحس بها المتخصصون ؟
هل المشکله الاجتماعیه هی التی تخص قطاع کبیر من الناس بغض النظر عن قوتها أو مدتها أم أنه ینظر إلى المشکله الاجتماعیه من خلال قوتها أو مدتها أو مداها ؟
هل ینطوی تعریفنا للمشکله الاجتماعیه على أی حکم قیمی Value Judgment أو انحیاز ثقافی Ethne Centrism ؟
الفقر Poverty : یعنی الفقر ببساطه انخفاض مستوى المعیشه أو عدم القدره على تحقیق الحد الأدنى من مستوى المعیشه المطلوب والمرغوب اجتماعیاً ، وهو ظاهره معقده ذات أبعاد متعدده اقتصادیه واجتماعیه وسیاسیه وتاریخیه ، ویختلف مفهومه باختلاف البلدان والثقافات والأزمنه، إلا أنه من المتفق علیه أنه ( حاله من الحرمان المادی تتجلى أهم مظاهره فی انخفاض استهلاک الغذاء کماً ونوعاً وتدنی الحاله الصحیه والمستوى التعلیمی والوضع السکنی والحرمان من تملک بعض السلع والأصول المادیه الأخرى وفقدان الاحتیاطی أو الضمان لمواجهه الحالات الصعـبه کالمرض والإعـاقه والبـطاله والکـوارث والأزمـات (4).
ویربط الاقتصادیون بین الفقر ونقص الدخل ولکن الاجتماعیین یرون أن الفقر لا یعنی نقص الدخل فقط ولکنه یرتبط بالحقوق والعلاقات وکیفیه تعامل الناس فیما بینهم ونظرتهم إلى أنفسهم بالإضافه إلى عدم ملائمه الدخل .
واعتبرت تقاریر التنمیه البشریه الفقر مفهوماً مرکباً متعدد الأبعاد یتجاوز مجرد الحرمان من الضرورات المادیه لیتضمن مفهوم الحرمان من الخیارات والفرص التی تعتبر أساسیه لتحقیق التنمیه البشریه.
فهدف التنمیه أن یحیا الإنسان حیاه طویله وصحیه خلاقه وأن یتمتع بمستوى معیشی لائق، لذا نجد أنفسنا أمام مفهوم جدید للفقر هو مفهوم القدرات وأهمها الصحه ومعرفه القراءه والکتابه وهما عاملان هامان فی ما إذا کان الشخص تشمله حیاه المجتمع أو أنه مستبعد منها .
ومصطلح الفقر فی الإسلام یراد به عدم توفر حد الکفایه وهو الحد اللائق للمعیشه الکریمه ویدخل فی هذا المفهوم کل من الفقیر والمسکین .
وقد اختلف فی التفریق بین الفقراء والمساکین فی قوله تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساکین والعاملین علیها والمؤلفه قلوبهم وفی الرقاب والغارمین وفی سبیل الله وابن السبیل فریضه من الله والله علیم حکیم ) على عده أقوال والراجح منها أن الفقیر من لا یملک شیئاً أو یملک أقل من نصف الکفایه بینما المسکین هو من یملک نصف الکفایه أو أکثرها (5) .وینقسم الفقراء والمساکین إلى قسمین (6) :- القادرون بدنیاً أو فکریاً على العمل وهؤلاء یحتاجون إلى أن توفر لهم مناصب شغل فی مختلف قطاعات النشاطات الاقتصادی والاجتماعی لکی یحصلوا على دخل دائم ومضمون ویستطیعوا أن یعیشوا حیاه عادیه بکرامه ویساهموا فی نمو الثروه الوطنیه وتمویل صندوق الزکاه إذا تجاوزت أموالهم النصاب.
غیر القادرین على العمل مثل المسنین والمعاقین والیتامى والمرضى الذین یحتاجون إلى المساعده سنویاً لأن مساعدتهم واجبه حیث یتعلق الأمر هنا بتوفیر وسائل العیش لإناس غیر قادرین على العمل وکسب عیشهم بوسائلهم الخاصه، ویجب أن یلعب التضامن دوره باستمرار لمصلحتهم والتخفیف عنهم .
الحاجات : Needs هی کل ما یتطلبه الإنسان لسد ما هو ضروری من رغبات أو لتطویر ما هو مفید لتطوره ونموه ، وهی أنواع متعدده بدنیه ونفسیه واجتماعیه واقتصادیه.
والحاجات الأساسیه التی أخذت بها منظمه العمل الدولیه خلال السبعینات تشمل الحد الأدنى من المأوى والمأکل والملبس والأثاث المنزلی ثم أضیفت إلى ذلک فیما بعد الخدمات الاجتماعیه العامه أو الشامله التی یجب توافرها وهو ما یعرف بمؤشرات التنمیه کمیاه الشرب النقیه وفرص الصحه والتعلیم والمواصلات ومدى توفر المنافع الصحیه والإمکانیات المتعدده الأخرى .
وفی تصنیف ( ماسلو) للحاجات یقف تحقیق الذات فی قمه الهرم ودونه تقدیر الذات ثم الحاجه إلى الانتماء الاجتماعی ثم الحاجه إلى الأمن ثم أساس القاعده وهی الحاجات الحیویه من غذاء وملبس ومسکن.
ومفهوم الحاجات فی الإسلام مرتبط بمقاصد الشریعه حیث یبدأ بالضرورات ثم الحاجات ثم التحسینات.
المداخل النظریه لتفسیر مشکله الفقر: فی إطار النظریات البنائیه الوظیفیه یستخدم مفهوم عدم المساواه فی سیاق تحلیل التدرج الاجتماعی حیث ینظر للتفاوت فی الثروه والقوه والمکانه بصفته إحدى الحقائق الأساسیه فی تاریخ المجتمع البشری حتى المراحل البدائیه منه ، فعدم المساواه جزء من النظام الطبیعی، ویتمثل التحلیل الوظیفی لعدم المساواه فی عدد عن القضایا فی مقدمتها ثلاث هی (7) : تباین أنصبه الأشخاص المختلفین من الاستعدادات الفطریه والمهارات المکتسبه ( الذکاء، الدافعیه ، الطموح ، الإبداع ، المثابره ، الخبره ، وغیرها ).
تفاوت أهمیه الأدوار والمهام الاجتماعیه التی یقتضیها تسییر النسق الاجتماعی وتحقیق استقراره ، فهناک وظائف أکبر أهمیه وحیویه لوجود المجتمع واستمراره من غیرها من الوظائف .
حق الأشخاص الموهوبین من حیث الاستعدادات الفطریه والمهارات المکتسبه أن یشغلوا الوظائف الأرقى ویحصلوا على دخول مادیه وغیر مادیه أکبر، فی حین تبقى الوظائف الأدنى والدخول الأقل لذوی العطاء المتواضع .
وتأسیساً على ذلک یقال أن الفقر هو النصیب العادل للفقراء، وأن محاوله التمرد علیه من أهم مصادر التوتر فی النسق الاجتماعی.
أما منظور ثقافه الفقر الذی حاول فیه بعض العلماء الإجابه على بعض التساؤلات حول علاقه الفقر بثقافه المجتمع واستمراریه الفقر من جیل إلى جیل فقد توصلوا إلى أن الفقراء یصیرون فقراء لأن لهم ثقافه خاصه وطریقه حیاه تختلف عن سواهم من الفئات الأخرى ولهم قیم واتجاهات تکرس من الإحساس بالیأس وفقدان الأمل، وهم وفق هذا المفهوم یتسمون باللامعیاریه ونقص التکامل مع القیم والأعراف وتوجهات الثقافه الأکبر ، ولا یؤیدون أخلاق العمل ویتسمون بالقدریه ویتشککون فی أن تدخلهم فی الأحداث یمکن أن یؤثر فیها، ومن ثم لا یتسمون بالفعالیه ولا یعتبرون أنفسهم أشخاصاً ذوی قیمه (8) .
وقد انتقد هذا التوجه من قبل کثیر من العلماء الاجتماعیین الذین أکدوا على عدم وجود ما یدعم فرضیه ثقافه الفقر ، بل أن هناک ما یثبت عکس توجهاتها ، وهذا یتوافق مع المنظور الاجتماعی لظاهره الفقر والذی یرى فیه کثیر من المصلحین الاجتماعیین أن ظاهره الفقر هی مظهر من مظاهر عدم العداله الاجتماعیه یمکن علاجها بتدابیر وخطوات تقوم على تفهم الفقر کمفهوم معقد وظاهره اجتماعیه تتداخل فی تکوینها عوامل شخصیه وبیئیه واجتماعیه وسیاسیه ویجب أن تعالج جذریاً حیث لا یکفی علاج أعراضها ، لذلک یقع على الدوله وفق هذا المنظور مسؤولیه حمایه مواطنیها من الفقراء وغیرهم فی المجتمعات الصناعیه المعاصره من مشکلات کانت هی السبـب فیها ولا قـدره للمواطنین على تحملها (9).
إن التوجه التنموی منذ بدایه القرن الحالی ، رکز وبمبادره من البنک الدولی والأمم المتحده ووکالاتها المتخصصه على تحدیث المجتمعات النامیه من خلال النمو الاقتصادی الذی یزید فی نظرهم من فرص الدخل للأفراد، على أن توفر له من الشروط ما تمکنه من النجاح مثل الخدمات الاجتماعیه الأساسیه من تعلیم وصحه ومهاره إضافه إلى مشارکه وحریه وتمکین الأقلیات من وجهه نظرهم مثل السود والنساء وغیرهم من الجماعات العرقیه المختلفه داخل المجتمع.
فالمرأه على سبیل المثال أکثر فقراً من الرجل لضعف مشارکتها وعدم تمکنها من حقوقها فی التعلیم والعمل .
وفی المقابل هناک من یرفض تلک التوجهات الرأسمالیه ویرون أنها السبب فی إستمرار حاله التخلف والضعف والفقر للدول النامیه من حیث استغلال طاقات أفراد المجتمع للمصالح الرأسمالیه للدول الکبرى وتهمیش القدرات والإمکانیات الذاتیه الفردیه والجماعیه المحلیه التی من الممکن أن تثمر بعیداً عن ضروره ارتباطها بالدول الکبرى أو اقتصارها على المجال الصناعی کأساس للتنمیه والتحدیث.
ولابد من فهم مسببات الفقر فی أی مجتمع للعمل فی ضوئها واقعیاً مع الاستفاده من تجارب الآخرین بعد دراستها وأخذ الملائم منها .
فالتطور الصناعی فی المدن والمراکز الحضریه على سبیل المثال أضعف الاقتصاد الزراعی فی القرى والأدیان مما زاد من هجره أبناءها إلى تلک المدن والمراکز وارتفاع أعداد الطلب على فرص العمل، کما زاد من الضغط على الخدمات الاجتماعیه وساهم فی زیاده کل من الفقر فی الأریاف وفی المدن على حد سواء.
وأضعفت الهجره الروابط العائلیه الاجتماعیه التی کانت تمثل شبکه الأمان والدعم والحمایه للأفراد والأسر (10).
وینادی کثیر من الدارسین بأهمیه أخذ البعد الثقافی لأی مجتمع فی الإعتبار فی أی عملیه تنمویه أو تغییر اجتماعی وعدم فرض النماذج الخارجیه على المجتمع بکل